(( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ))
الله سبحانه وتعالى الذي فصل كل شيء تفصيلا ، خلق آدم ثم أسكنه الجنة لكن آدم عصاه فأخرجه منها - وقد تكلمنا عن هذه القصة - ثم أنزل الله آدم عليه السلام إلى الأرض هو وزوجته وبنيه من بعده ليختبروا فيها ويبتلوا ويتطهروا من خطيئة العصيان ، وهكذا جعل الله لنا هذه الأرض دار اختبار فمن عاد وعمل صالحا وتطهر عاد إلى وطنه ، ومن ابتعد وعمل سيئا نفي عن وطنه للأبد ... إذا ما هذه الأرض إلا دار اختبار وتطهير ، يقول أحد الصالحين واصفا حال الإنسان في الدنيا : ( الدنيا ليست إلا كشجرة يستظل تحت ظلها المسافرون أثناء سفرهم ثم يذهبون ) فمن شاء أن يذهب إلى وطنه فليعمل الصالحات ، ومن شاء الحرمان عن الوطن فليعمل السيئات .
اليوم البعض من الناس ينادون لشيء أسموه الوطنية وهذه الوطنية عندهم تعني الانتماء للأرض وتقديسها لدرجة أن كثير من هؤلاء يقاتلون لأجل هذه الأرض وليس في نيتهم أنهم يقاتلون لأجل حفظ الأرض من أجل الله، بل يقاتلون لأجل الأرض نفسها، يقاتلون لأجل حبات رمل لا تضر ولا تنفع، بل خلقت تحت الأقدام، وما هذا إلا الخسران المبين بعينه.
أيها الأخوة: إن الوطن الحقيق ليس جغرافية من التراب نتعب وننصب فيها بل الوطن الحقيقي هو الجنة التي نأكل ونشرب فيها ونعيش بسعادة ، الذين يقاتلون اليوم في الأراضي المحتلة لأجل التربة فقد خسروا، ووالله إنهم لفي خسران مبين ، أما الذين يقاتلون في الأراضي المحتلة لأجل إعلاء كلمة الله واسترداد أرض المسلمين فقد فازوا ووالله إنهم لفي فوز عظيم ... لاحظوا معي مدى دقة الإسلام ، فالإسلام دين دقيق جدا ويهتم بالنية قبل العمل ومما يدلل على ذلك قول رسول الله - ( -:(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى )) ، وبالتالي فإن من ينوي أن وطنه هو هذه الحفنة من التراب التي يعاني فيها ويذوق المر فقد خسر ، ومن ينوي أن وطنه هو الجنة فقد فاز فوزا عظيما ... وعليه فإن طبيعة القتال في الأراضي المحتلة هو قتال لأجل استرداد حق أغتصب ، فالأراضي المحتلة هي حق للمسلمين اغتصبت منهم ، ولذلك فطبيعة القتال هناك تكون مبنية على استرداد الحق المسلم المغتصب ، إذا فالقتال في المناطق المحتلة ليس لأجل وطن وإنما لأجل استرداد حق ، وأضرب لكم مثالا لكي تستوعبوا الفكرة تماما : لو أن أحدكم يملك أرض كبيرة في أميركا وفي ذات يوم أتى إليه شخص واغتصب تلك الأرض وطرده من منزله ، ما الذي يجب على صاحب الأرض أن يعمله ألا يجب عليه أن يقاتل لأجل استرداد تلك الأرض ؟ ولكن لأجل ماذا سيكون الهدف من قتاله؟ ألن يكون لأجل استرداد حقه الذي اغتصب؟ فقتاله لن يكون لأجل الأرض بل لأجل أن تلك الأرض ملك له ، فهو لا يقاتل لأنه ولد في تلك الأرض أو انها مقدسة في نظره بل يقاتل لأنها ملكه ، ولأنها من حقه ... وبالمثل نحن نقاتل في الأراضي المحتلة ليس لأجل أننا نقدس تلك الأراضي بل لأجل أنها ملكنا ، فنحن لا نقاتل لأجل التربة وإنما نقاتل لأجل استرداد الحق ، واستنادا لهذه القاعدة مضافا إليها النص القرآني : ((إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)) فإن كل الجغرافية الأرضية هي أرضنا وحقنا ويجب علينا استردادها من حزب الشيطان المغتصبين لها ولكن في ظل هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة فإن أولويتنا تقع باسترداد الأرض الذي يقع عليها مسلمون أولا، ثم من بعدها استرداد كل العالم وتطهير أوروبا وأمريكا من رجس الشيطان ... فأوروبا وأمريكا هي جزء من الأرض التي أورثها الله لنا، واستردادها يقع على كاهلنا ؛ ولكن كما قلنا هناك أولويات في قتالنا لاسترداد الحق المغتصب وأول أولوية هي استرداد الأرض التي فيها مسلمون كثر، وذلك لأنهم يعانون من العذاب والتنكيل ونصرتهم تكون أهم من كل أراضي العالم وأهم من كل الحقوق ؛ وبالتالي فيجب علينا نصرتهم قبل أن نبدأ باسترداد الأرض التي ليس عليها مسلمون ... الآن اتضح لنا أن كل الأرض هي للمسلمين وأنه يجب علينا استردادها وتلبية نداء المظلومين والمستضعفين والمستغيثين بنا من الجمادات والحيوانات والأرض نعم ؛ فالأرض الآن تنادينا وتستغيث بنا كل يوم ؛ تستغيث بنا عندما يمشي عليها كافر أو يفتح عليها مرقص أو حانة خمر ، وتستغيث بنا عندما تمشي عليها العاهرات ويمثل عليها افلام العهر والدعارة ؛ تستغيث الأرض بنا يا أمة محمد وتنادينا لعلنا نجيبها ولعلنا نسمع صدى دعواتها ، فهل حان الاوان لتلبية تلك الدعوات والانطلاق لتحرير الأرض ...؟
وطبعا تلبية نداء الأرض الأمريكية أو الأوروبية وتحريرها من حفنة الكفر يقع في ترتيب الأولويات بعد تحرير فلسطين والأراضي التي عليها مسلمون، فلسطين تقع في أول قائمة تحرير الأرض وذلك لأنه ينادي فيها الإنسان والأرض معا، وايضا لأنها أقدس منطقة في الأرض بعد مكة وهي الأرض الوحيدة هي ومكة التي يجب أن تقدس ...الخ
أيها الأخوة: إن ما يسمى اليوم بالأعياد الوطنية وكذلك ما يسمى بالأعلام والأناشيد الوطنية ماهي إلا رجس من عمل الشيطان ... ويجب علينا كأمة مسلمة أن نمزق تلك الأعلام وندوس عليها بأقدامنا وكذلك نرفض التعاطي مع أعياد الشيطان الوطنية، وكذلك يجب علينا ألا نقف تحية لأعلام الانفصال، وايضا يجب أن نحذف كل الأناشيد الشيطانية الوطنية من جوالاتنا وحواسيبنا ... وما هذه الإجراءات إلا إجراءات أولية لمحاربة رموز الضلال والانفصال ... أما لماذا يجب علينا اتخاذ الإجراءات السابقة؟؟؟ وما هو الخطر والضرر الذي تلحقه تلك الرموز بنا؟؟؟
فنجيب على كل تلك التساؤلات بالأسباب التالية:
إن تلك الأعلام والأناشيد تدعوا إلى تعميق روح الانفصال في الشعوب، فالعلم الشيطاني الذي يسميه البعض بالوطني يدل على جغرافية محددة وضيقة معمقا بذلك روح الانفصال ومؤكدا لإهانة سايكو، فمثلا العلم الذي وضعه من أضلهم الشيطان لمنطقة اليمن (الأحمر - الأبيض - الأسود) يدل على جغرافية صغيرة تمتد على مساحة 555 ألف كم2 وذلك العلم يعمق روح الانفصال لسكان تلك المساحة - اليمن - ويجعلهم ينسون أن الأرض كلها لهم، يجعلهم ينسوا أن القدس مدينتهم وأن المدينة المنورة عاصمتهم، وأن أمريكا وأوروبا أرضهم أيضا. وأيضا من اخطار الأعلام الشيطانية أنها تجعلنا نعلن انتمائنا للأرض ، مع العلم أيضا أن الاعتراف بتلك الأعلام والأناشيد هو اعتراف واقرار بإهانة سايكو ... واخيرا إن اعترافنا واقرارنا بتلك الأعلام والأناشيد هو إجهاض لمشروع الدولة الواحدة ، ومما سبق نستنتج أن الأعلام الشيطانية أجبرنا عليها الأعداء في اتفاقية سايكو لهدف واحد هو تقسيمنا ... لذلك لنكن أناسا واعيين ونختار لأنفسنا علما يدل على وحدتنا ؛ ونحن سعينا وبحثنا لإيجاد ذلك العلم حتى هدانا الله وألهمنا إلى علم وحدوي يدل على مشروعنا العادل وقضيتنا الصادقة ؛ وذلك العلم يتكون من هلال في وسطه الله أكبر وفي خلفيتهما السماء ... فأما الهلال فيدل على المسلمين وهويتهم الإسلامية التي لها ارتباط مع الهلال - من خلال الشهر القمري : وأهميته في تحديد الشعائر التعبدية الإسلامية ، وكونه التقويم الخاص بالمسلمين - ، واما الله أكبر فتدل على الهدف من دولتنا وهو إعلاء كلمة الله وتطهير الأرض من رجس الشيطان ، وأيضا الله أكبر تدل على وطننا الأصلي - جنة المأوى - ، وأما اللون السماوي الذي يقع خلف الهلال الذي في وسطه الله أكبر فيدل على أن كل الأرض التي تقع تحت السماء هي أرضنا وحقنا وسوف نستردها عاجلا أو اجلا ، وتدل أيضا على أن دولتنا العادلة سوف تتمدد وتغطي الأرض كما السماء تغطي الأرض ... هل لاحظتم مدى وحدوية هذا العلم ومدى دلالاته التي ترعب حزب الشيطان وترد كيدهم في نحرهم؛ لذلك لنرفع بدلا من أعلام الشيطان علم الرحمن وبدلا من أعلام الانفصال لنرفع علم التوحد، نعم؛ لنرفع العلم الذي يدل على أحقيتنا في كل الأرض، وانتمائنا لله ...الخ."
📕 #كتاب_الإنتماء
🎙️ #القائد مصطفى سيف العزاني
تعليقات
إرسال تعليق